أحط الناس من يشفي غله تجاه امرأة بمعايرتها جنسياً
يمنات
محمد عايش
شاهدت قصة سائق التاكسي بعد أن كتبتها البنت بدقائق، فشعرت بالقرف. وبقدر ما تعاطفت مع السائق فقد احترمته جدا لرد فعله الذي يكاد يكون ملائكياً.
ثم انطلقت حملة التضامن معه، فاحترمت من أطلقوها بدافعٍ حضاري قيميٍ أخلاقيٍ محض، واعتبرت ذلك دليل عافية في مجتمعنا.
و فجأة، وبسرعة أيضاً، تحولت حملة التضامن إلى حملةٍ للرذيلة والقرف بما يتجاوز، وبمراحل، ما انطوت عليه حادثة البلطجة من قرف.
و المشكلة أن صناع القرف ليسوا من عوام الناس بل من النخبة الناشطة، حيث انخرط معظم هذه النخبة في اعتبار ما حدث حدثاً “سلالياً”!!
ما علاقة السلالية بالأمر..؟!
ما رأيناه في عنترة الأم والبنت ضد السائق المسكين هو فقط “السوقية”، فمن أين جاؤوا بـ”السلالية”..؟
جاؤوا بها من لقب البنت!
هو انهيار أخلاقي مريع حين تستنتج دوافع الناس في سلوكهم اليومي، سيئاً أو جيداً، من أسمائهم وألقابهم.
مثل هذه البلطجة قد يقدم عليها أي سوقي/سوقية من رافضي العدوان أو من مؤيديه، وستمارسها هذه المرأة مع السائق حتى لو كان هاشمياً.
أين هي السلالية..؟!
يمكن الحديث بملء الفم عن سياسات تيار وممارساته العامة حين تظهر فيها شبهات، أو حقائق، سلالية، لكن أن تبدؤوا بمحاكمة امرأة في الشارع “سلاليا”، وتحولوا الجريمة إلى جريمة “سلالة”، فهذه هي ذروة التخلف بقدرما هي ذروة العنصرية والانحطاط.
انه الانحطاط نفسه الذي مارسه أيضاً من لم ينظر لما حدث إلا باعتبار أن من ارتكبته “امرأة” فأخذ يكيل بحقها ردحاً جنسياً بذيئاً.
و أحط الناس هو من لايستطيع أن يشفي غله تجاه امرأة إلا بمعايرتها جنسياً.
الهول يحدث هنا، لدى النخبة وفِي وسائل التواصل، أكثر مما يحدث داخل المجتمع.
هنا الانهيار الاخلاقي الفظيع .. هنا العنصرية .. هنا العصبويات، هنا البذاءات، وهنا كل القرف.
المصدر: حائط الكاتب على الفيسبوك
للاشتراك في قناة موقع يمنات على التليجرام انقر هنا